{مَسَّنِيَ الضُّرُّ} والفرق بين الضر، بفتح الضاد، والضر بضمها، أن الضر بالفتح هو: الضرر بكل شيء، والضر بالضم: هو الضرر في النفس من هزال ومرض، وفرّق بين البناءين لافتراق المعنيين، وقد نظم بعضهم الفرق بينهما، كما أورد معاني أخرى لهما، حيث قال:
{وَذَا الْكِفْلِ} هذا لقبه، والكفل: هو النصيب، واسمه بشير. وقيل: الياس. وقيل: زكريا، كأنه سمي بذلك لأنه المجدور وذو النصيب الأوفى من الحظ. وقيل: ذو الكفل اسمه، وقد كان له اسمان، ولم يكن لقبًا.
{وَذَا النُّونِ} وفي "المختار": النون الحوت، وجمعه أنوان ونينان، وذو النون: لقب يونس بن متّى - على وزن شتّى - اسم والده على ما ذكر في "القاموس"، أو اسم لأمه، على ما قاله ابن الأثير في "النهاية" وغيره، اهـ كرخي. وكان متّى رجلًا صالحًا، وتوفي متى ويونس في بطن أمه، وله أربعة أشهر، اهـ زكريا. وعبارة "الشهاب" ومتى اسم أبيه على الصحيح، وقال ابن الأثير وغيره: أنه اسم أمه، ولم ينسب أحد من الأنبياء إلى أمه، غير يونس وعيسى، عليهما السلام، اهـ.
{إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} أي: غضبان، فالمفاعلة ليست على بابها، فلا مشاركة، كعاقبت اللص، وسافرت. ويحتمل أن تكون على بابها من المشاركة؛ أي؛ غاضب قومه وغاضبوه، حيث لم يؤمنوا في أول الأمر، اهـ كرخي.
{فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}: أي: لن نقضي عليه بما قضينا من حبسه في بطن الحوت، أو نضيق عليه بذلك، فهي من القدر، لا من القدرة، كما في قوله تعالى:{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}. وفي "المصباح": أن قدر بكل من المعنيين المذكورين، يأتي من بابي ضرب ونصر، اهـ. وذهب جمهور من