ومنها: المذهب الكلامي في قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (٩٩)} وقد تقرَّر أن المذهب الكلامي، هو احتجاج المتكلم، على ما يريد إثباته بحجة، تقطع المعاند له؛ لأن المعنى؛ أن هؤلاء الأصنام والأوثان ليسوا بآلهة، فلو كانوا آلهة فهم حصب جهنم.
ومنها: المبالغة في قوله: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} وذلك لأن، لقائل أن يقول: إذا نزل أهل الجنة منازلهم فيها، فأي بشارة لهم. في أنهم لا يسمعون حسيسها؟ فالجواب: أنه تأكيد للمبالغة في البعد عنها، وأنها لن تقرب منهم أبدًا.
ومنها: الكناية في قوله: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}؛ لأنه كناية عن نجاتهم من جميع الأفزاع بالكلية؛ لأنهم إذا لم يحزنهم أكبر الأفزاع، لا يحزنهم ما عداه بالضرورة.
ومنها: تقديم الظرف على عامله في قوله: {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ} لغرض القصر والاهتمام بهم، وهو بيان لفوزهم بالمطالب، إثر بيان خلاصهم من المهالك كما مر.
ومنها: التشبيه المرسل المفصل في قوله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}؛ أي: طيًّا مثل طي الصحيفة، على ما كتب فيها.
ومنها: التشبيه في قوله: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}؛ لأن فيه تشبيهًا للإعادة بالابتداء، في تناول القدرة لهما على السواء.
ومنها: القصر في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}؛ لأن في هذه الآية قصرين:
الأول: قصر الصفة على الموصوف، وذلك في قصر الوحي على الوحدانية، والمعنى: لا يوحى إليّ إلّا اختصاص الإله بالوحدانية، لا أنه، لم يودع إليه بشيء غيرها، ولكنها الأصل الرئيسي في كل عبادة وعمل، وهي المطلوبة أولًا وقبل كل شيء، حتى كان ما عداها غير منظور إليه، أو غير جدير