والثاني: قصر الموصوف على الصفة، وذلك في قصر الله على الوحدانية، وهو ظاهر.
ومنها: الإيجاز في قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ}؛ لأن في هذه الآية إيجاز قصر؛ لأنه تحدث بثلاث كلمات، وهي:{آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ} عن كلام طويل؛ أي: إن تولوا بعد هذه الآيات والشواهد، وأعرضوا وطووا كشحاً فقل لهم: لقد أعلمناكم علي بيان أنّا وإياكم في حرب لا مهادنة فيها، ولا صلح بيننا، ولكنني لا أدري متى يأذن الله لي في محاربتكم.
ومنها: الاستفهام الذي يراد به الأمر في قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}؛ أي: أسلموا.
ومنها: تكرير العلم في قوله: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (١١٠)} لتكرير الوعيد وتوكيده.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ}؛ أي: استدراج من إطلاق المسبب وإرادة السبب؛ لأنه لما كان الاستدراج سببًا للفتنة والعذاب، أطلق عليه لفظ الفتنة مجازًا مرسلًا، أو امتحان لكم؛ كيف تعملون؛ أي: معاملة تشبيهية بالامتحان على طريق الاستعارة التمثيلية، ذكره في "روح البيان".