للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المناسبة

قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ...} الآيات مناسبة هذه الآيات لما قبلها (١): أنه سبحانه وتعالى، لما ذكر أهل السعادة وأهل الشقاوة، ذكر ما دار بينهم من الخصومة في دينه.

وعبارة المراغي هنا: أن الله سبحانه وتعالى، لما ذكر أرباب الفرق الست، فيما سلف وذكر، أن الله تعالى، يفصل بينهم يوم القيامة، وهو العليم بأحوالهم وأفعالهم وأقوالهم .. قفى على ذلك، بذكر طرفي الخصومة، وتعيين موضع الخصومة، وتعيين موضع الخصومة، وبيان مآل كل من الفريقين، من الإهانة والكرامة والعذاب والنعيم.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما ذكر (٢) مآل كل فريق من الكفار، والمؤمنين .. أردف ذلك ببيان عظيم حرمة البيت، وأنكر على الكفار صدهم المؤمنين، عن شهوده وقضاء مناسكهم فيه، ودعواهم أنهم أولياؤه.

قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات: أنَّ الله سبحانه وتعالى، لما ذكر أنَّ كثيرًا من مشركي قريش، صدوا عن دين الله، وعن دخول المسجد الحرام، أردف بتأنيبهم وتوبيخهم على ما يفعلون، فبيّن أنه ما كان ينبغي لهم ذلك، فإن أباهم إبراهيم الذي يفخرون به. وينتسبون إليه، هو الذي بناه وجعله مباءة للناس، وأمر بتطهيره من الشرك للطائفين والمصلين، وأن ينادي في الناس بالحج، ليأتوه من كل فج عميق، لما لهم في ذلك من منافع دينية ودنيوية، ويذكروا اسم الله في أيام النحر، على ما آتاهم من بهيمة الأنعام.

قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ...}


(١) البحر المحيط.
(٢) المراغي.