للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المخلصين في كل ما يأتون، وما يذرون في أمور دينهم بالجنة، أو بقبول الطاعات. والمعنى؛ أي: وبشر أيها الرسول الذين أطاعوا الله، فأحسنوا في طاعتهم إياه في الدنيا، بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

قال ابن الشيخ (١): هم الذين يعبدون الله، كأنهم يرونه، يبتغون فضله، ورضوانه، لا يحملهم على ما يأتونه، وما يذرونه إلا هذا الابتغاء، وإمارة ذلك، أن لا يستثقل ولا يتبرم بشيء مما فعله، أو تركه، والمقصود منه، الحث والتحريض على استصحاب معنى الإحسان، في جميع أفعال الحج.

وقرأ مالك بن دينار والأعرج ويحيى بن يعمر وعاصم الجحدري وابن أبي عبلة ويعقوب والزعفراني (٢): {لن تنال الله لحومها} بالتاء {ولكن تناله التقوى} بالتاء أيضًا. وقرأ زيد بن علي: {لحومها ولا دماءها} بالنصب {ولكن يناله} بضم الياء، فمن قرأ: {تناله التقوى} بالتاء، فإنه أنث للفظ التقوى، ومن قرأ {يناله} بالياء، فلأن التقوى والتقى واحدٌ. قال المفسرون (٣): ومعنى الآية، لن ترفع إلى الله لحومها ولا دماؤها، وإنا يرفع إليه التقوى، وهو ما أريد وجهه منكم؛ أي: لا يرفع نفس اللحم والدم، وإنما يرفع العمل الصالح، ومنه التصدق باللحم، فالتصدق من عمل العبد فيرفع إلى الله، وأما نفس اللحم المتصدَّق به فلا يرفع. والمعنى: أنه لا يثيبكم على لحمها، إلا إذا وقع موقعًا من وجوه الخير اهـ. شيخنا.

الإعراب

{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١)}.


(١) روح البيان.
(٢) البحر المحيط وزاد المسير.
(٣) زاد المسير.