مقدر؛ أي: وتحرق الجلود. قالوا: لأن الجلود لا تذاب وإنما تنقبض إذا صليت بالنار، فهو من باب علفتها تبنًا وماءًا باردًا؛ أي: وسقيتها ماء باردًا؛ لأن الماء لا يكون علفًا. {وَلَهُمْ}: جار ومجرور خبر مقدم. {مَقَامِعُ} مبتدأ مأخر. {مِنْ حَدِيدٍ} صفة لـ {مَقَامِعُ}. والجملة الاسمية في محل النصب، حال من ضمير {بُطُونِهِمْ}، هذا إن قلنا: إن الضمير في {لهم}: عائد إلى الكفرة، وإن قلنا: إنه عائد على الزبانية، فالجملة مستأنفة، ولم يتقدم لهم ذكر، ولكن سياق الكلام يدل عليه.
{كُلَّمَا}: اسم شرط غير جازم في محل النصب على الظرفية الزمانية مبني على السكون، والظرف متعلق بالجواب. {أَرَادُوا}: فعل وفاعل، والجملة فعل شرط لـ {كُلَّمَا}، لا محل لها من الإعراب. {أَنْ يَخْرُجُوا} ناصب وفعل وفاعل. {مِنْهَا} متعلق بـ {يَخْرُجُوا}، والجملة الفعلية مع {أَن} المصدرية، في تأويل مصدر منصوب على المفعولية، تقديره: كلما أرادوا الخروج منها. {مِنْ غَمٍّ}: جار ومجرور بدل من الجار والمجرور قبله، بدل اشتمال؛ لأنها تشمل عليه. ويجوز أن تكون من للتعليل، فتتعلق بـ {يَخْرُجُوا} أيضًا؛ أي: أن يخرجوا من النار، لأجل الغم الذي لحق بهم. {أُعِيدُوا}: فعل ماض ونائب فاعل. {فِيهَا} متعلق به، والجملة الفعلية جواب كلما، لا محل لها من الإعراب، وجملة {كُلَّمَا} مستأنفة مسوقة لبيان حالهم في النار. {وَذُوقُوا}: فعل أمر وفاعل. {عَذَابَ الْحَرِيقِ}: مفعول به، والجملة الفعلية في محل النصب، مقول لقول محذوف، تقديره: وقيل لهم ذوقوا عذاب الحريق، والقول المحذوف معطوف على {أُعِيدُوا}.