ومنه الواجب الشرعي، كأنه سقط علينا ولزمنا اهـ "سمين". وهذا كناية عن الموت وزهوق الروح وفقدان الحركة. وجمع الجنوب مع أن البحر إذا خر، يسقط على أحد جنبيه؛ لأن ذلك الجمع في مقابلة جمع البدن اهـ. شيخنا.
{الْقَانِعَ}؛ أي: الراضي بما عنده وبما يعطي من غير مسألة قال لبيد:
وقيل: القانع السائل المتذلل، والخارج من مكان إلى مكان، وخادم القوم، وأجيرهم والجمع قانعون وقنعٌ، يقال قنع يقنع من باب تعب تعبًا قنعًا وقناعة وقنعانا إذا رضي بما قسم له، وقنع يقنع من باب قنع قنوعًا سأل وتذلل. وفي "الأساس" و"اللسان" العز في القناعة والذل في القنوع، وهو السؤال.
{وَالْمُعْتَرَّ}: المعترض بسؤال، وعره وعراه بمعنى واحد، وقيل: القانع: السائل، والمعتر: المتعرض للسؤال من غير طلب، يقال: عره واعتره وعراه واعتراه، إذا تعرض للمعروف من غير مسألة.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: المجاز المرسل في قوله: {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ}، بذكر المسبب، وهو التقطيع وإرادة السبب وهو التقدير والتخمين. وفيه أيضًا استعارة تمثيلية تهكمية، حيث شبه إعداد النار وإحاطتها بهم بتفصيل الثياب، وتقطيعها على قددهم، مع التهكم الذي ينطوي عليه. وجمع الثياب؛ لأن النار لتراكمها عليهم، كالثياب الملبوس بعضها فوق بعض، وهذا أبلغ من جعلها من مقابلة الجمع