{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا} بفتح السين وكسرها، فالفتح على أنها مصدر ميمي، والكسر على أنها اسم مكان، وفي "المصباح" نسك الله، ينسك، من باب قتل تطوع بقربة، والنسك بضمتين اسم منه وفي التنزيل {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي} والمَنْسك بفتح السين وكسرها يكون زمانًا ومصدرًا ويكون اسم المكان الذي تذبح فيه النسيكة، وهي الذبيحة وزنا، ومعنى، ومناسك الحج عباداته، وقيل مواضع العبادات، وفي "القاموس" المنسك بفتح السين المكان المألوف، والمنسك بالفتح أيضًا مصدر نسك، والمنسك بالكسر شرعة النسك وموضع تذبح فيه النسيكة اهـ.
{بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} سمَّاها بهيمة؛ لأنها لا تتكلم، وقيد بالأنعام لأن ما سواها لا يجوز ذبحه في القرابين، وإن جاز أكله اهـ "خازن". وفي "القاموس" البهيمة كل ذات أربع قوائم ولو في الماء، أو كل حي لا يميز، والجمع بهائم. والأبهم الأعجم، واستبهم استعجم فلم يقدر على الكلام اهـ.
{وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}؛ أي: المطيعين المتواضعين، وهذا أصل معناه؛ لأن الإخبات نزول الخبت، وهو المكان المنخفص، وهو من أخبت الرجل إذا سار في الخبت، وهو المطمئن من الأرض. وفي "القاموس" الخبت المتسع من بطون الأرض، والجمع أخبات وخبوت اهـ.
{وَالْبُدْنَ} بضم الباء جمع بدنة، سميت بذلك لعظم بدنها، وهي خاصة بالإبل، كما قال الأزهري، أو هي تشمل الإبل والبقر، كما قال صاحب "الصحاح" قال القسطلاني: البدن عند الشافعي خاصة بالإبل، وعند أبي حنيفة من الإبل والبقر، فكلام الشافعية موافق لكلام الأزهري، وكلام الحنفية موافق لكلام "الصحاح". وأما الهدي فيشمل الإبل والبقر والغنم.
{صَوَافَّ}؛ أي: قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن، جمع صافةٍ، وقرىء {صوافن} من صفن الفرس. إذا قام على ثلاث، وينصب الرابعة على طرف سنبكه؛ لأن البدنة تعقل إحدى يديها.