للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الجملة الاسمية يدل على الدوام. والمعنى: أنه تعالى يوصلهم في الآخرة إلى ما حرمه عليهم في الدنيا. قال - صلى الله عليه وسلم -: "من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة، فإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة، ولم يلبسه"، ومحله فيمن مات مصرًّا على ذلك اهـ.

ومنها: الطباق بين {الْعَاكِفُ، وَالْبَادِ} لأن العاكف المقيم في المدينة، والبادي القادم من البادية.

ومنها: الإضافة للتشريف في قوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} كقوله: {ناقة الله وروح الله}.

ومنها: المجاز في قوله: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} لأن القضاء في الأصل القطع والفصل، فأريد به هنا الإزالة مجازًا.

ومنها: التعميم بعد التخصيص في قوله: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} فإن عبادة الأوثان رأس الزور.

ومنها: التأكيد في قوله: {غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} فإنه تأكيد لقوله: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ}.

ومنها: التشبيه المركب والتمثيلي، في قوله: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}. وهو ما كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد، وبيان ذلك، أنه انقسمت فيه حال الكافر إلى قسمين لا مزيد عليهما:

الأول: منهما المتذبذب الشاك المتمادي على الشك، وعدم التصميم على ضلالة واحدة، فهذا القسم من المشركين شبه بمن اختطفه الطير، وتوزعته، فلا يستولي طائر على مزعة منه، إلا انتهبها منه آخر، وذلك حال المذبذب، لا يلوح له خيال إلا أتبعه، ونزل عما كان عليه.

والثاني: مشرك مصمم على معتقد باطل، لو نشر بالمناشير لم يتراجع عن تصميمه، لا سبيل إلى تشكيكه، ولا مطمع في نقله عما هو عليه، فهو فرح مبتهج