لضلالته، فهذا مشبه في إقراره على كفره باستقرار من هوت به الريح إلى وادٍ سحيق سافل فاستقر فيه، ونظير تشبيهه بالاستقرار في الوادي السحيق، الذي هو أبعد ما يكون من السماء.
وأجاز الزمخشري أن كون هذا التشبيه من المركب والمفرق، فقال: إن كان تشبيهًا مركبًا، فكأنه قال من أشرك بالله فقد أهلك نفسه إهلاكًا ليس بعده هلاك، بأن صور حاله بصورة حال من خر من السماء، فاختطفته الطير متفرقًا موزعًا في حواصلها، وعصفت به الريح، حتى هوت به في بعض الأماكن البعيدة، وإن كان مفرقاً، فقد شبه الإيمان في علوه بالسماء، والذي ترك الإيمان وأشرك بالله بالساقط من السماء، والأهواء التي تتوزع أفكاره بالطير المختطفة، والشيطان الذي يطوح ويذهب به في وادي الضلالة بالريح التي تهوي عصفت به، في بعض المهاوي المتلفة.
ومنها: الطباق بين {الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}؛ لأن القانع المتعفف، والمعتر السائل.
ومنها: العدول إلى صيغة المضارع في قوله: {فَتَخْطَفُهُ} مع عطفه على الماضي وهو {خَرَّ} لتصوير هذه الحالة الهائلة، التي اجترأ عليها المشرك للسامعين، التي هي كونه موزعًا في حواصل الطير.