عدى بعن، اقتضى معنى الحماية: نحو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}؛ أي: يبالغ في دفع ضرر المشركين عن المؤمنين، ويحميهم أشد الحماية من أذاهم. {خَوَّانٍ} بليغ الخيانة في أمانة الله، أمرًا كان، أو نهيًا، أو غيرهما من الأمانات. {كَفُورٍ} بليغ الكفران لنعمته، فلا يرضى فعلهم ولا ينصرهم. والكفران في جحود النعمة أكثر استعمالًا، والكفر في الدين أكثر، والكفور فيهما جميعًا. وصيغة المبالغة فيهما لبيان أنهم كانوا كذلك، لا لتقييد البعض بغاية الخيانة والكفر، فإن نفي الحب كناية عن البغض.
{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} والمراد بديارهم: مكة المكرمة. وتسمى البلاد الديار؛ لأنه يدار فيها للتصرف. يقال: ديار بكر لبلادهم، وتقول العرب: الذي حوالي مكة، نحن من عرب الدار، يريدون من عرب البلد. قال الراغب:"الدار المنزل اعتبارًا بدورانها الذي لها بالحائط". وقيل: دارة وجمعها ديار، ثم تسمى البلدة دارًا. اهـ. "روح البيان".
{لَهُدِّمَتْ} الدم: إسقاط البناء، والتهديم للتكثير؛ أي: لخربت باستيلاء المشركين عليها. {صَوَامِعُ} جمع صومعة وصومع، وهو جبل أو مكان مرتفع يسكنه الراهب، أو المتعبد قصد الإنفراد. ثم أطلقت الكلمة على الدير والصومعة أيضًا العقاب والبرنس وأعلى كل جبل، إذا كان منتدق الرأس. وفي "السمين" الصومعة: البناء المرتفع المحدب الأعلى. ووزنها فوعلة، كدحرجة. وهي متعبد الرهبان. وقيل: متعبد الصابئين.
{بيع} جمع بيعة بكسر الباء، المعبد للنصارى واليهود، والجمع بيه بكسر الباء وفتح الياء، وبيعات بكسر الباء وسكون الياء. {وَصَلَوَاتٌ}: بفتح الصاد واللام، جمع صلاة. وسميت الكنيسة صلاة، لأنه يصلي فيها. وقيل: هي كلمة معربه، أصلها بالعبرانية: صلوثا بفتح الصاد والثاء المثلثة، كما في "الخفاجي على البيضاوي"، وبه قرىء في الشواذ.
ومعناه في لغتهم: المصلى فلا يكون مجازًا. {وَمَسَاجِدُ} جمع مسجد، وهو معبد المسلمين.