للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يحتسبون أيسوا من كل خير، وانقطع رجاؤهم من كل راحة وسعادة.

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ...} الآيات. مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما ذكر (١) إعراض المشركين عن سماع الأدلة ورؤية العبر، والتأمل في الحقائق .. أردف ذلك الامتنان على عباده، بأنه قد أعطاهم الحواس من السمع والبصر وغيرهما، ووفقهم لاستعمالها، وكان من حقهم أن يستفيدوا بها ,ليتبين لهم الرشد من الغي، لكنها لم تغن عنهم شيئًا، فكأنهم فقدوها، كما قال: {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} ثم ساق أدلة أخرى على وجوده وقدرته، فبين أنه أوجدهم من العدم، وأن حشرهم إليه، وأنه هو الذي يحييهم ثم يميتهم، وأنه هو الذي يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، أفلا عقل لكم تتأملون به فيما تشاهدون.

وعبارة أبي حيان هنا: قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ ...} إلخ. مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه تعالى لما بين إعراض الكفار عن سماع الأدلة ورؤية العبر، والتأمل في الحقائق .. خاطب - قيل: المؤمنين - والظاهر العالم بأسرهم، تنبيهًا على أن من لم يعمل هذه الأعضاء في ما خلقه الله تعالى، وتدبر ما أودعه فيها، من الدلالة على وحدانيته، وباهر قدرته، فهو كعادم هذه الأعضاء. انتهى.

قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (٨١) ...} مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه، لما ذكر (٢) أدلة التوحيد المبثوثة في الأكوان والأنفس، والتي يراها الناس في كل آن، أعقبها بذكر البعث والحشر، وإنكار المشركين لهما، وتردادهم مقالة من سبقهم، من الكافرين الجاحدين في استبعادهما والتكذيب بحصولهما.

قوله تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات


(١) المراغي.
(٢) المراغي.