للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لما قبلها: أنه سبحانه وتعالى، لما ذكر (١) شبهات المشركين في أمر البعث والحساب والجزاء وأحوال النشأة الآخرة .. عقب ذلك بذكر الأدلة التي تثبت تحققه، وأنه كائن لا محالة.

قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ ...} الآيتين. مناسبة هاتين الآيتين لما قبلهما: أن الله سبحانه لما ذكر (٢) أن المشركين كاذبون في إنكار البعث والجزاء، وفي مقالتهم إن القرآن أساطير الأولين .. قفى على ذلك بيان أنهم كاذبون في أمرين، اتخاذ الله للولد، وإثبات الشريك له.

أسباب النزول

قوله تعالى: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (٦٧)} سبب (٣) نزول هذه الآية: ما أخرجه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كانت قريش تسمر حول البيت ولا تطوف به، ويفتخرون به، فأنزل الله هذه الآية.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (٧٦)}. سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه النسائي والحاكم عن ابن عباس قال: إن أبا سفيان أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد، أنشدك بالله والرحم، لقد أكلنا الظهر - الوبر - والدم فأنزل الله هذه الآية.

وأخرج البيهقي في "الدلائل" بلفظ، أن ثمامة بن أثال الحنفي، لما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أسير خلى سبيله، ثم أسلم فلحق بمكة، ثم رجع إلى اليمامة، فحال بين أهل مكة وبين المسيرة من اليمامة، فأخذهم الله بالسنين حتى أكلوا العلهز (٤)، فجاء أبو سفيان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: أنشدك بالله والرحم، ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؛ فقال: "بلى" فقال: قتلت الآباء بالسيف


(١) المراغي.
(٢) المراغي.
(٣) لباب النقول.
(٤) العلهز: شيء يتخذونه من الوبر اهـ. روح البيان.