صفة للجلالة وقرأ باقي السبعة، وابن أبي عبلة وأبو حيوة وأبو بحرية بالرفع. قال الأخفش: الجر أجود؛ ليكون الكلام من وجه واحد. وقال ابن عطية: الرفع عندي أبرع، والغيب ما غاب عن الناس، والشهادة ما شاهدوه.
ثم إن الغيب بالنسبة إلينا، لا بالنسبة إليه تعالى، فهو عالم به وبالشهادة على سواء، وهو دليل آخر على انتفاء الشريك، بناءً على توفقهم في تفرده تعالى بذلك، ولذلك رتب عليه بالفاء في قوله:{فَتَعَالَى} الله وتنزه {عَمَّا يُشْرِكُونَ} به مما لا يعلم شيئًا من الغيب، ولا يتكامل عليه بالشهادة، فإن تفرده بذلك موجب لتعاليه عن أن يكون له شريك؛ أي: تقدس عما يقول الجاحدون والظالمون. و {الفاء}: في قوله: {فَتَعَالَى} عاطفة على محذوف معلوم من السياق، فكأنه قال: علم الغيب فتعالى، كقولك: زيد شجاع فعظمت منزلته؛ أي: شجع فعظمت، أو يكون على إضمار القول؛ أي: أقول فتعالى الله. والمعنى: أنه سبحانه متعالٍ عن أن يكون له شريك في الملك. والله أعلم.
{بَلْ}: حرف ابتداء وإضراب (١) للانتقال إلى أحوال الكفار المحكية فيما سبق بقوله: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ} الخ. والجمل التي بينهما وهي قوله:{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ} إلى قوله: {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} اعتراض في خلال الكلام، المتعلق بالكفار {قُلُوبُهُمْ}: مبتدأ. {فِي غَمْرَةٍ}: خبر. {مِنْ هَذَا}: جار ومجرور صفة لـ {غَمْرَةٍ}؛ أي: كائنة من هذا الذي وصف به المؤمنون، والجملة الاسمية مستأنفة. {وَلَهُمْ}: {الواو}: عاطفة، {لهم}: جار ومجرور خبر مقدم. {أَعْمَالٌ}: مبتدأ مؤخر. {مِنْ دُونِ ذَلِكَ}: جار ومجرور صفة أولى لـ {أَعْمَالٌ}، والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها. {هُمْ}: مبتدأ. {لَهَا}: جار ومجرور متعلق بـ {عَامِلُونَ}{عَامِلُونَ}: خبرهم؛ أي: مستمرون عليها، ومعنى من دون