واعلم: أنه سبحانه أمر (١) رسوله - صلى الله عليه وسلم -، بالاستغفار وا لاسترحام، إيذانًا بأنهما من أهم الأمور الدينية، حيث أمر به، من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بمن عداه، كما قال: فى "التأويلات النجمية" الخطاب مع محمَّد - صلى الله عليه وسلم - يشير إلى أنه مع كمال محبوبيته، وغاية خصوصيته، ورتبة نبوته ورسالته محتاج إلى مغفرته ورحمته، فكيف بمن دونه وبمن يدعو مع الله إلهًا آخر؛ أي: فلا بدّ لأمته من الاقتداء به فى هذا الدعاء. والله أعلم بأسرار كتابه.
{قُلْ}: فعل أمر وفاعل مستتر يعود على محمَّد، والجملة مستأنفة. {إِمَّا تُرِيَنِّي}: إلى قوله: {الظَّالِمِينَ}: مقول محكي. وإن شئت قلت:{رَبِّ}: منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة، وجملة النداء فى محل النصب مقول {قُلْ}. {إِمَّا}: {إن}: حرف شرط جازم. {ما}: زائدة. {تُرِيَنِّي}: فعل مضارع فى محل الجزم بـ {إن} الشرطية على كونها فعل شرط لها، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير مستتر، يعود على الله، والنون للوقاية، وياء المتكلم فى محل النصب مفعول أول له. و {مَا}: مفعول ثان له، فهي بصرية تعدت لمفعولين بواسطة الهمزة؛ لأنه من أرى الرباعي. {يُوعَدُونَ}: فعل ونائب فاعل، والجملة صلة {ما} الموصولة، والعائد محذوف، تقديره: يوعدون به من العذاب.