للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{لُعِنُوا}؛ أي: طردوا من رحمة الله في الآخرة، وعذبوا في الدنيا بالحد. {يُوَفِّيهِمُ} التوفية بذل الشيء وافيًا. والوافي الذي بلغ التمام. والدين الجزاء، ومنه (كما تدين تدان). {الْحَقَّ} الثابت الذي يحق لهم لا محالة. {أَنَّ اللَّهَ}؛ أي: وعده ووعيده. {هُوَ الْحَقّ}؛ أي: العدل الذي لا جور فيه.

{وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} قال الراغب: كل شيء يشرف في بابه، فإنه يوصف بالكرم، وقال بعضهم: الرزق الكريم: هو الكفاف الذي لا منّة فيه لأحد في الدنيا, ولا تبعة له في الآخرة.

{الْخَبِيثَاتُ}: وقال الراغب: الخبيث ما يكره رداءة وخساسةً محسوسًا كان إو معقولًا. وذلك يتناول الباطل في الاعتماد. والكذب في المقال، والقبيح في الفعال {وَالطَّيِّبَات}: وأصل الطيب ما يستلذه الحواس.

{حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا}؛ أي: حتى تستأذنوا إذ بالاستئذان يحصل أنس أهل البيت، وبدونه يستوحشون، يشق عليهم الدخول. {تَذَكَّرُونَ}؛ أي: تتعظون. {أَزْكَى}؛ أي: أطهر. {جُنَاحٌ}؛ أي: خرج. {مَتَاعٌ}؛ أي: حق تمتع ومنفعة، كإيواء الأمتعة والرحال.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الطباق في قوله: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} وكذلك قوله: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}. فقد طابق بين الشر والخير، وبين الهين والعظيم.

ومنها: الالتفات عن الخطاب إلى الغيبة، وعن الضمير إلى الظاهر في قوله: {ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ} فإنه كان الأصل ظننتم. وفي قوله: قالوا: فإنه كان الأصل وقلتم.

وسياق الكلام أن يقال: لولا إذ سمعتموه ظننتم بأنفسكم خيرًا وقلتم. عدل