للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كانت سيئةً فكالظلمات. أو للتقيم باعتبار وقتين، فإنها كالظلمات في الدنيا، وكالسراب في الآخرة. اهـ.

أي: والذين كفروا أعمالهم كسراب، أو كظلمات كائنة. {فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ}؛ أي: في بحر عميق كثير الماء. منسوب إلى اللج، وهو معظم ماء البحر. {يَغْشَاهُ مَوْجٌ} صفة ثانية لبحر؛ أي: يستر ذلك البحر، ويغطيه بالكلية موج. والموج: ما ارتفع من الماء. {مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ} مبتدأ وخبر. والجملة صفة لـ {مَوْجٌ}؛ أي: من فوق ذلك الموج الأول موج آخر؛ أي: أمواج متراكمة بعضها على بعض. {مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ}؛ أي: غيم. صفة لـ {مَوْجٌ} الثاني؛ أي: من فوق الموج الثاني، الأعلى سحاب غطى النجوم، وحجب أنوارها، وفيه إيماء إلى غاية تراكم الأمواج وتضاعفها، حتى كأنها بلغت السحاب، {ظلمات}؛ أي: هذه المذكورات من الأمواج والسحاب، ظلمات متكاثفة متراكمة، {بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ}.

وفي "الخازن" (١): معناه أن البحر اللجي، يكون قعره مظلمًا جدًّا بسبب غمورة الماء وكثرته وارتفاعه، فإذا تردافت الأمواج ازدادت الظلمة، فإن كان فوق الأمواج سحاب بلغت الظلمة النهاية القصوى. ووجه الشبه، أن الله عز وجل، ذكر ثلاثة أنواع من الظلمات، ظلمة البحر، وظلمة الأمواج وظلمة السحاب. وكذلك الكافر له ثلاث ظلمات، ظلمة الاعتقاد، وظلمة القول وظلمة العمل.

وقيل: شبه بالبحر اللجي قلبه، وبالموج ما يتغشى قلبه من الجهل والشك والحيرة، وبالسحاب الختم والطبع على قلبه، ولكن هذا بعيد عن لغة العرب. كما في "الشوكاني". قال أبيّ بن كعب: الكافر يتقلب في خمس من الظلم، كلامه ظلمة وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة في النار.

والمعنى (٢): أو الذين كفروا أعمالهم القبيحة كظلمات كائنة في بحر عميق،


(١) الخازن.
(٢) المراح.