{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ أي: منورهما، وإنما أولناه باسم الفاعل؛ لأن حقيقة النور كيفية؛ أي: عرض يدرك بالبصر، فلا يصح حمله على الذات الأقدس اهـ. "شيخنا". وعبارة "البيضاوي" النور في الأصل، كيفية تدركها بالباصرة أولًا، وتدرك بواسطتها سائر المبصرات، كالكيفية الفائضة من النيرين على الأجرام الكثيفة المحاذية لهما، وهو بهذا المعنى، لا يصح إطلاقه على الله سبحانه، إلا بتقدير مضاف، كقولك زيد عدل بمعنى ذو عدل، أو على معنى منور السماوات والأرض. وفي "القرطبي" واختلف العلماء في تأويل هذه الآية. فقيل: المعنى؛ أي: به وبقدرته أنارت أضواؤهما، واستقامت أمورهما، وقامت مصنوعاتهما. فالكلام على التقريب للذهن، كما يقال: الملك نور أهل البلد؛ أي: به قوام أهلها، وصلاح جملتها، وفلان قمر الزمن، وشمس العصر. ومنه قول النابغة:
فيجوز إطلاق النور على الله سبحانه، على طريقة المدح، لكونه أوجد الأشياء المنورة وأوجد أنوارها ونورها.
{كَمِشْكَاةٍ} المشكاة: الكورة غير النافذة. وقيل: هي الحديدة، أو الرصاصة التي يوضع فيها الزيت. وقيل: هي العمود الذي يوضع على رأسه المصباح. وقيل: ما يعلق فيه القنديل من الحديدة. وفي "القاموس" وشرحه