ومنها: الإطناب بذكر الخاص بعد العام، تنويهًا بشأنه في قوله:{عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ}؛ لأن الصلاة من ذكر الله تعالى.
ومنها: فن الغلو في قوله: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} والغلو: الإفراط في وصف الشيء المستحيل، عقلًا وعادةً، وهو ينقسم إلى قمسين: مقبول وغير مقبول:
القسم الأول: فالمقبول لا بد أن يقربه المتكلم إلى القبول، بأداة التقريب، إلا أن يكون الغلو في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا غلو حينئذٍ. ويجب على المتكلم أن يسبكه في قالب التخيلات، التي تدعو العقل إلى قبولها في أول وهلة، كالآية الكريمة، فإن إضاءة الزيت من غير مس النار مستحيلة عقلًا، ولكن لفظة يكاد قربته فصار مقبولًا.
والقسم الثاني: وهو الغلو غير المقبول، كقول أبي نواس:
ومنها: المجاز العقلي في قوله: {تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} فقد أسند إلى القلوب والأبصار التقلب والاضطراب من الهول والفزع، وحق الإسناد أن يكون لصاحبها.
ومنها: التشبيه التمثيلي الرائع في قوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَاب} إلخ. وكذلك في قوله:{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ} الآية. ووجه التشبيه، أن الذي يأتي به الكافر من أعمال البر، ويعتقد أن له ثوابًا عند الله تعالى، وليس كذلك، فإذا وفي عرصات القيامة، لم يجد الثواب الذي كان يظنه، بل وجد العقاب العظيم، والعذاب الأليم. فعظمت حسرته، وتناهى غمه، فشبه حاله بحال الظمآن، الذي اشتدت حاجته إلى الماء، فإذا شاهد السراب في البر .. تعلق قلبه، فإذا جاءه .. لم يجده شيئًا، فكذلك حال الكافر، يحسب أن عمله نافعة، فإذا احتاج إلى عمله .. لم يجده أغنى عنه شيئًا.