للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومنها: الطباق بين الضرِّ والنفع في قوله: {مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ}؛ لأنَّ بينهما طباق السَّلْب.

ومنها: فنٌّ رفيعٌ في فنون البلاغة في قوله: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ}؛ الخ. وقوله: {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} وهو تنزيل العلم منزلة الجاهل، فإنَّ صدر الآية يدلُّ على ثبوت العلم في أنّه لا نفع لهم في اشتراء كتب السحر والشعوذة، واختيارها على كتب الله تعالى، وآخر الآية ينفي عنهم العلم، فإنَّ لو تدلُّ على امتناع الثاني لامتناع الأول، إلا أنَّ نفي العلم عنهم لأمرٍ خطابيٍّ، نظرًا إلى أنَّهم لا يعملون على مقتضى العلم، ولكن في ذلك مبالغةٌ من حيث الإشارة، إلى أنَّ علمهم بعدم الثواب كافٍ في الامتناع، فكيف العلم بالذمِّ والرداءة.

ومنها: الإتيان بالجملة الاسمية في جواب لو الشرطية في قوله: {لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} بدل الجملة الفعلية؛ للدلالة على الثبوت والاستمرار.

ومنها: تنكير مثوبة في قوله: {لَمَثُوبَةٌ}؛ لإفادة التقليل؛ أي: شيءٌ قليلٌ من الثواب كائنٌ من عند الله خيرٌ.

ومنها: حذف المفضَّل عليه في قوله: {لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ}؛ إجلالًا للمفضَّل من أن ينسب إليه، وهو السحر.

ومنها: الكناية في قوله: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا}؛ لأنَّ نفي الودِّ عنهم كنايةٌ عن الكراهة؛ أي: ما يحب الذين كفروا الخ.

ومنها: الإضافة للتشريف في قوله: {مِنْ رَبِّكُمْ}.

ومنها: تصدير الجملتين بلفظ الجلالة في قوله: {وَاللَّهُ يَخْتَصُّ} وقوله: {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ} للإيذان بفخامة الأمر.

ومنها: فنُّ التهذيب في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} وهو ترداد النظر فيما يكتبه الكاتب، وينظمه الشاعر، فقد خلصت هذه الآية من الإيهام، ودلَّتْ على آداب المخاطبة ليكون الكلام بريئًا من المطاعن، بعيدًا عن الملاحن.