ومنها: الإيجاز في قوله: {عَلَى حَيَاةٍ} ففي تنكير حياة فائدةٌ عجيبة، فحواها: أنَّ الحريص لا بُدَّ أن يكون حيًّا، وحرصه لا يكون على الحياة الماضية والراهنة، فإنّهما حاصلتان، بل على الحياة المستقبلة، ولمَّا لم يكن الحرص متعلِّقًا بالحياة على الإطلاق، بل بالحياة في بعض الأحوال، وجب التنكير، وفي الحذف توبيخٌ عظيمٌ لليهود؛ لأنَّ الذين لا يؤمنون بالمعاد، ولا يعرفون إلّا الحياة، لا يستبعد حرصهم عليها، فإذا زاد أهل الكتاب عليهم في الحرص، وهم مُقِرُّون بالبعث والجزاء، كانوا أحرى باللَّوم والتوبيخ.
ومنها: الكناية في قوله: {أَلْفَ سَنَةٍ}؛ لأنّه كنايةٌ عن الكثرة، فليس المراد خصوص الألف.
ومنها: التنكير في قوله: {رَسُولٌ}؛ للدلالة على التفخيم والتعظيم.
ومنها: وصفه بقوله: {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}؛ أي: بأنَّه آتٍ من عند الله، إفادةً لمزيد التعظيم.
ومنها: الإضافة للتشريف في قوله: {كِتَابَ اللَّهِ} كناقة الله وبيت الله.
ومنها: التمثيل في قوله: {وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ}؛ لأنّه تمثيل لتركهم وإعراضهم عن كتاب الله بالكلية، حيث رموه بالعناد، ولم يعملوا به بما يرمى به وراء الظهر استغناءً عنه، وقلَّة التفاتٍ إليه.
ومنها: حكاية حالٍ ماضيةٍ في قوله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} حيث لم يقل تلت الشياطين؛ لأنَّ تلاوتهم من الأمور الماضية فعبَّر عنها بالمستقبل حكايةً لها.
ومنها: زيادة مِنْ في المفعول في قوله: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ}؛ لإفادة تأكيد الاستغراق المستفاد من أحد.
ومنها: القصر في قوله: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ}؛ لبيان أنّه ليس لهما فيما يتعاطيانه شأنٌ سواها؛ لِنَصْرِفَ الناسَ عن تعلُّمِه.