للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} وقيل: معنى فسلموا على أنفسكم؛ أي: قولوا: السلام؛ أي: من الله علينا، وعلى عباد الله الصالحين. فإن الملائكة ترد عليهم، إن لم يكن بها أحد، وإلا فقولوا السلام عليكم. وقال ابن عباس: إن لم يكن في البيت أحد، فليقل السلام علينا من ربنا، وعلى عباد الله الصالحين. وإذا دخل المسجد، فليقل السلام على رسول الله وعلينا من ربنا.

وقال قتادة: إذا دخلت بيتك، فسلم على أهلك، فهم أحق بالسلام ممن سلمت عليهم، وإذا دخلت بيتًا لا أحد فيه، فقل السلام علينا، وعلى عباد الله الصالحين، وحدثنا أن الملائكة ترد عليه. وقال القفال: وإن كان في البيت أهل الذمة، فليقل السلام على من اتبع الهدى.

واختلفوا في البيوت (١). فقيل: المراد غير البيوت التي تقدم ذكرها. وقيل: المراد البيوت المذكورة سابقًا. وعلى القول الأول فقال الحسن والنخعي: هي المساجد وقيل: المراد بالبيوت هنا، هي كل البيوت المسكونة وغيرها، المساجد وغيرها. فيسلم على أهل المسكونة. وأما غير المسكونة فيسلم على نفسه. قال ابن العربي: القول بالعموم في البيوت هو الصحيح.

وانتصاب {تَحِيَّةً} على المصدرية المعنوية بسلموا؛ لأنه بمعنى التسليم؛ أي: سلموا تسليمًا وتحية. ثابتةً {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} أي: بأمره مشروعةً من لدنه. ويجوز (٢) أن يكون صلة تحية، فإنها طلب الحياة التي من عنده تعالى. والتسليم طلب السلامة من الله للمسلم عليه. {مُبَارَكَةً} أي: مستتبعة بزيادة الخير والثواب ودوامها. {طَيِّبَةً} أي: تطيب بها نفس المستمع.

والمعنى (٣): حيوا تحية ثابتة بأمره تعالى، مشروعة من لدنه، يرجى بها زيادة الخير والثواب، ويطيب بها قلب المستمع. وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: إذا دخلت على أهلك، فسلم عليهم تحية من عند الله، مباركة


(١) الشوكاني بتصرف.
(٢) روح البيان.
(٣) المراغي.