شربًا. والبيوت جمع بيت. والبيت في الأصل مأوى الإنسان بالليل. وقد يقال: من غير اعتبار الليل فيه. لكن البيوت بالمسكن أخص، والأبيات بالشعر.
{أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ} جمع مفتح. والمفاتيح جمع مفتاح. كلاهما آلة الفتح. والفتح: إزالة الإغلاق والإشكال. {أَوْ صَدِيقِكُمْ} من الصداقة. والصداقة صدق الاعتقاد في المودة. وذلك مختص بالإنسان. دون غيره. والصديق من صدقك في مودته. قال أبو عثمان: الصديق من لا يخالف باطنه باطنك، كما لا يخالف ظاهره ظاهرك إذ ذاك يكون الانبساط إليه مباحًا في كل شيء من أمور الدين والدنيا. ونعم ما قيل: صديقك من صدقك، لا من صدَّقك. ويطلق على الواحد والجمع. وكذلك الخليط والقطين والعدو.
{أَوْ أَشْتَاتًا} جمع شت بمعنى تفرق. وفي "المختار" أمر شت بالفتح؛ أي: متفرق. يقال: شت الأمر يشت بالكسر من باب ضرب شتًا وشتاتًا، بفتح الشين فيهما؛ أي: تفرق {أَمْرٍ جَامِعٍ}؛ أي: خطب جلل يستعان فيه بأرباب التجارب، والآراء، كقتال عدو أو تشاور في حادث قد عرض.
{يَتَسَلَّلُونَ} ينسلون واحدًا بعد واحد، أو قليلًا قليلًا. وفي "أبي السعود" التسلل: الخروج من البين على التدريج والخفية اهـ. يقال: تسلل الرجل؛ أي: انسرق من الناس وفارقهم، بحيث لا يعلمون.
{لِوَاذًا}: واللِّواذ والملاوذة التستر. يقال: لاذ فلان بكذا، إذا استتر به. واللواذ مصدر لاوذ، وإنما صحت الواو فيه، وإن انكسر ما قبلها ولم تقلب ياء، كما قلبت في قيام وصيام؛ لأنها صحت في الفعل، نحو لاوذ، فلو أعلت في الفعل لأعلت في المصدر. نحو القيام والصيام لقلبها ألفًا في قام وصام. وأما مصدر لاذ بكذا يلوذ به، فمعتل نحو لاذ به يلوذ لياذًا، مثل صام صيامًا وقام قيامًا. واللواذ والملاوذة: التستر في خفية.
{يُخَالِفُونَ}: يقال: خالفه إلى الأمر إذا ذهب إليه دونه، وخالفه عن الأمر إذا صد عنه دونه. والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقًا غير طريق الآخر في حاله أو فعله.