للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأسنان، وهو تفريجها. والمعنى: كذلك نزلناه وقرأناه عليك شيئًا بعد شيء على تؤدة وتمهل في عشرين سنة، أو ثلاث وعشرين سنة.

خلاصة تلك الفوائد (١):

١ - أنه عليه الصلاة والسلام كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، فلو أنزل عليه القرآن جملة واحدة كان من الصعب عليه أن يضبطه، وجاز عليه السهو والغلط.

٢ - أنه أنزل هكذا ليكون حفظه له أكمل، ويكون أبعد عن المساهلة وقلة التحصيل.

٣ - أنه لو أنزل جملة على الخلق لنزلت الشرائع بأسرها دفعة واحدة عليهم، ولا يخفى ما في ذلك من حرج عليهم بكثرة التكاليف مرة واحدة، ولكن بإنزاله منجمًا جاء التشريع رويدًا رويدًا، فكان احتمالهم له أيسر، ومرانهم عليه أسهل.

٤ - أنه - صلى الله عليه وسلم - إذا شاهد جبريل الفينة بعد الفينة قوي قلبه على أداء ما حمّل به، وعلى الصبر على أعباء النبوة، وعلى احتمال أذى قومه، وقدر على الجهاد الذي استمر عليه طول حياته الشريفة.

٥ - أنه أنزل هكذا بحسب الأسئلة والوقائع، فكان في ذلك زيادة بصر لهم في دينهم.

٦ - أنه لما نزل هكذا، وتحداهم بنجومه وبما ينزل منه، وعجزوا عن معارضته .. كان عجزهم عن معارضته جملة أجدر وأحق في نظر الرأي الحصيف.

٧ - أن بعض أحكام الشريعة جاء في بدء التنزيل على وفق حال القوم الذين أنزلت عليهم، وبحسب العادات التي كانوا يألفونها، فلما أضاء الله بصائرهم


(١) المراغي.