للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الجلد كما أن الأدمة - محركة - باطنه الذي يلي اللحم، وعبر عن الإنسان بالبشر اعتبارًا بظهور جلده من الشعر بخلاف سائر الحيوانات التي عليها الصوف، أو الشعر أو الوبر، كالضأن والمعز والإبل. وخص في القرآن كل موضع اعتبر من الإنسان جثته وظاهره بلفط البشر، واستوى فيه الواحد والجمع {فَجَعَلَهُ}؛ أي: البشر أو الماء {نَسَبًا وَصِهْرًا}؛ أي: قسمه قسمين ذوي نسب، أي: ذكورًا ينسب إليهم، فيقال: فلان ابن فلان، ووفلانة بنت فلان، وذوات صهر؛ أي: إناثًا يصاهر بهن ويخالط. وقيل: النسب ما لا يحل تزويجه من القرابة. والصهر ما يحل التزويج من القرابة وغيرها. وقيل: النسب ما يوجب الحرمة، والصهر ما لا يوجبها. وقيل: النسب من القرابة، والصهر الخلطة التي تشيه القرابة؛ وهو السبب المحرّم للنكاح، وقد حرّم الله بالنسب سبعًا، وبالسبب سبعًا، ويجمعها قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ ...} الآية، وقد تقدم تفسير ذلك وبيانه في تفسير سورة النساء.

{وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}؛ أي: مبالغًا في القدرة حيث قدر أن يخلق من مادة واحدة بشرًا ذا أعضاء مختلفة وطباع متباعدة عجيبة الصنع، بديع الخلق، كبير العقل، عظيم التفكير، سخر ما علي ظاهر الأرض وباطنها لنفعه وفائدته {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ}، وجعله قسمين متقابلين، وربما يخلق من مادة واحدة توءمين ذكرًا وأنثى.

الإعراب

{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (٢١)}.

{وَقَالَ} الواو: استئنافية. {قَالَ الَّذِينَ}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. {لا}: نافية. {يَرْجُونَ لِقَاءَنَا}: فعل وفاعل ومفعول ومضاف إليه، والجملة الفعلية صلة الموصول. {لَوْلَا}: حرف تحضيض بمعنى هلّا. {أُنْزِلَ}: فعل ماض مغير الصيغة. {عَلَيْنَا}: متعلق به. {الْمَلَائِكَةُ}: نائب فاعل لـ {أُنْزِلَ}، والجملة التحضيضية مقول {قال}. {أَوْ}: حرف عطف. {نَرَى رَبَّنَا}: فعل