{لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا}: أصل الرجاء ظن يقتضي حصول ما فيه مسرة، وملاقاة الله عبارة عن القيامة، وعن المصير إليه تعالى بالبعث؛ أي: الرجوع إلى حيث لا حاكم ولا مالك سواه. وأصل اللقاء: مقابلة الشيء ومصادفته.
{لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا}: الاستكبار أن يشبع، فيظهر من نفسه ما ليس له. ذكره في "الروح".
{وَعَتَوْا عُتُوًّا} وأصل العتو الغلو والنبو عن الطاعة. وأصل عتوا عتووا بواوين أولاهما مضمومة، فيقال: تحركت {الواو} وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا، فالتقى ساكنان، ثم حذفت الألف لبقاء دالها فصار عتوا، فالمحذوفة واو لام الكلمة، وأصل عتيا عتووًا بوزن فعول بواوين الأولى ساكنة، فكسرت التاء، فيقال: سكنت {الواو} إثر كسرة فقلبت ياء فصار عتيو، ثم يقال: اجتمعت {الواو} والياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت {الواو} ياء، وأدغمت الياء في الياء فصارت عتيا. اهـ شيخنا. وأمَّا أصل عتوًا عتووًا فكرهوا توالي المثلين، فأدغمت {الواو} في {الواو} فصار عتوًا. والعتو هنا معناه: تجاوز الحد في الظلم تجاوزًا بلغ أقصى الغاية حيث كذبوا الرسول الذي جاء بالوحي، ولم يكترثوا بالمعجزات التي أتاهم بها.
{حِجْرًا مَحْجُورًا} الحجر: مصدر حجره إذا منعه، والمحجور: الممنوع، وهو صفة {حِجْرًا} إرادة للتأكيد كيوم أيوم، وهي كلمة تقولها العرب عند لقاء عدو، أو هجوم نازلة هائلة يقصدون بها الاستعاذة من وقوع ذلك الخطب الذي يلحقهم، والمكروه الذي يلم بدارهم؛ أي: نسأل الله أن يمنع ذلك منعًا ويحجره حجرًا.
{وَقَدِمْنَا} القدوم: عبارة عن مجيء المسافر بعد مدة كما مر.
{هَبَاءً} والهباء: الغبار الذي يرى في شعاع الشمس، يطلع من الكوة من الهبوة؛ وهو الغبار، قال في "القاموس" و"تاج العروس" الهباء: الغبار ودقائق