{يَا وَيْلَتَى} ألفه عوض عن ياء المتكلم، أصله: يا ويلتي بكسر التاء وفتح الياء، ثم فتحت التاء فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فهذه الألف اسم لا حرف كما هو معلوم، وبسطت البحث عنها في رسالتي "هدية أولي الإنصاف في إعراب المنادى المضاف" فراجعها إن شئت. وفي "الروح": والويل والويلة: الهلكة، ويا ويلتا: كلمة جزع وتحسّر، وأصله: يا ويلتي بكسر التاء، فأبدلت الكسرة فتحة، وياء المتكلمة ألفًا فرارًا من اجتماع الكسر مع الياء؛ أي: يا هلكتي تعالي واحضري فهذا أوان حضورك. والنداء وإن كان أصله لمن يتأتّى منه الإقبال؛ وهم العقلاء، إلاَّ أن العرب تتجوّز وتنادي ما لا يعقل إظهارًا للتحسّر كما مرّ.
{خَذُولًا} يقال: يخذله بوزن نصره ينصره، وهو في المعنى ضده، والمصدر الخذلان، وهو ترك النصرة بعد الموالاة والمعاونة.
{مَهْجُورًا}؛ أي: متروكًا؛ أي: تركوه وصدّوا عن الإيمان به. وقيل: هو من هجر إذا هذى؛ أي: جعلوه مهجورًا فيه، فحذف الجار، وهو يحتمل بهذا المعنى وجهين:
أحدهما: أنهم زعموا أنه هذيان وباطل وأساطير الأولين.
وثانيهما: أنهم كانوا إذا سمعوه هجروا فيه، فهو إما من الهجر بالفتح؛ أي: ضد الوصل وإما من الهجر بالضم، وهو الهذيان وفحش القول، ثم المهجور إما اسم مفعول، وإما مصدر بمعنى الهجر، أطلق على القرآن على طريق التسمية بالمصدر كالمجلود والمعقول والميسور والمعسر بمعنى الجلد والعقل واليسر والإعسار.
{جُمْلَةً وَاحِدَةً}؛ أي: دفعة واحدة. {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ}؛ أي: لنقوّي به قلبك. {وَرَتَّلْنَاهُ}؛ أي: أتينا ببعضه إثر بعض على تؤدة ومهل لنيسّر حفظه وفهمه، من قولهم: ثغر مرتل؛ أي: متفلج الأسنان.
{بِمَثَلٍ}؛ أي: بنوع من الكلام، جار مجرى المثل في تنميقه وتحسينه،