ورشاقة لفظه وصدق معناه. {تَفْسِيرًا}؛ أي: بيانًا وإيضاحًا، والتفسير تفعيل من الفسر، وهو كشق ما غطّي وإظهاره. {وَزِيرًا} وفي "القاموس": الوزر - بالكسر - الثقل والحمل الثقيل، والوزير حبأ الملك الذي يحمل ثقله، ويعينه برأيه، وحاله الوزارة بالكسر ويفتح. والجمع وزراء. والحبأ - محركة - جليس الملك وخاصته. وقال بعضهم: الوزير الذي يرجع إليه، ويتحصن برأيه، من الوزر - بالتحريك - وهو ما يلتجأ إليه ويعتصم به من الجبل، ومنه قوله تعالى: {كَلَّا لَا وَزَرَ (١١)}؛ أي: لا ملجأ يوم القيامة. والوزر - بالكسر - الثقل تشبيهًا بوزر الجبل، ويعبر بذلك عن الإثم، كما يعبر عنه بالثقل لقوله تعالى:{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ}، وقوله:{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ}.
{فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا} التدمير: إدخال الهلاك على الشيء، والدمار الاستئصال بالهلاك، والدمور الدخول بالمكروه. {أَغْرَقْنَاهُمْ} والإغراق والغرق الرسوب في الماء؛ أي: السفول فيه إلى قعره كما مر. {وَأَعْتَدْنَا} أي: هيأنا، أصله أعددنا، قلبت الدال الأولى تاء.
{وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} الرس: البئر، وكل ركية لم تطو بالحجارة والآجرّ فهو رس، كما قال في "الكشاف": الرس: البئر الغير المطوية؛ أي: المبنية انتهى. وفي "القاموس": "الرس: بئر كانت لبقية من ثمود، كذبوا نبيهم ورسّوه في بئر" انتهى. أي: دسّوه وأخفوه فيها، فنسبوا إلى فعلهم بنبيهم، فالرس مصدر، ونبيهم هو حنظلة بن صفوان، كان قبل موسى على ما ذكره ابن كثير، وحين دسوه فيها غار ماؤها وعطشوا بعد ريهم، ويبست أشجارهم وانقطعت ثمارهم، بعد أن كان ماؤها يرويهم ويكفي أرضهم جميعًا، وتبدلوا بعد الأنس الوحشة، وبعد الاجتماع الفرقة, لأنهم كانوا ممن يعبد الأصنام.
{وَكُلًّا تَبَّرْنَا}؛ أي: فتّتنا، من التتبير، وهو التفتيت والتكسير والتقطيع. قال الزجاج: كل شيء كسرته وفتتته فقد تبرته، ومنه التبر لفتات الذهب والفضة قبل أن يصاغا، فإذا صيغا فهما ذهب وفضة.