{مَطَرَ السَّوْءِ} مصدر مؤكد بحذف الزوائد كما قيل في: أنبته الله نباتا؛ أي: إمطار السوء. والسوء - بفتح السين وضمها - كل ما يسوء الإنسان ويغمّه من البلاء والآفة. وفي "القاموس": "وساء سوءًا - بالفتح -: فعل به ما يكره، والسوء - بالضم - اسم منه" اهـ.
{بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا}؛ أي: لا يتوقعون بعثًا للحساب والجزاء. وحقيقة الرجاء انتظار الخير، وظن حصول ما فيه مسرة، وليس النشور - أي: إحياء الميت - خيرًا مؤديًا إلى المسرة في حق الكافر، فهو مجاز عن التوقع، والتوقع يستعمل في الخير والشر، فأمكن أن يتصور النسبة بين الكافر وتوقع النشور.
{أَلَمْ تَرَ}؛ أي: لم تنظر {إِلَى رَبِّكَ}؛ أي: إلى صنعه {كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ}؛ أي: بسطه، أصل المد الجزء من المدة للوقت الممتد، والظل ما يحدث من مقابلة جسم كثيف كجبل، أو بناء، أو شجر للشمس من حين ابتداء طلوعها حتى غروبها. {سَاكِنًا}؛ أي: ثابتًا على حاله في الطول والامتداد بحيث لا يزول ولا تذهبه الشمس. {دَلِيلًا}؛ أي: علامة. {قَبَضْنَاهُ}؛ أي: محوناه. {يَسِيرًا}؛ أي: على مهل قليلًا قليلًا بحسب سير الشمس في فلكها. {لِبَاسًا} وأصل اللبس ستر الشيء؛ أي: ساترًا لكم بظلامه.
{وَالنَّوْمَ} النوم استرخاء أعصاب الدماغ برطوبات البخار الصاعد كما مر بسطه. {سُبَاتًا} والسبات: الموت لما في النوم من زوال الإحساس، وفي "المصباح": والسبات - وزان غراب -: النوم الثقيل، وأصله الراحة، يقال منه: سبت يسبت من باب قتل، اهـ. وفي "القاموس": أنه من بابي قتل وضرب، ثم قال: والسبات النوم، أو خفيفه، أو ابتداؤه في الرأس حتى يبلغ القلب، اهـ. وسبت الرأس إذا حلقه، والسبت مصدر ويوم من أيام الأسبوع بين الجمعة والأحد، وجمعه أسبت وسبوت، والسبت أيضًا النوّام، والفرس الجواد، والرجل الداهية.
{نُشُورًا}؛ أي: ذا نشور؛ أي: انتشار، ينتشر الناس فيه للمعاش، اهـ