وقد دعي إلى دار السلام، لكن لما كان الطريق إليها مشكلة مظلمة جعل الله لنا من العقل الذي ركبه فينا، وكتبه التي أنزلها علينا نورًا هاديًا، ومن عبادته التي كتبها علينا، وأمرنا بها حصنًا واقيًا، فمن قال: هذه الطاعات جعلها الله عذابًا علينا من غير تأويل فقد كفر، فإن أول مراده بالتعب فلا يكفر، ولو قال: لو لم يفرض الله تعالى علينا كان خيرًا لنا بلا تأويل فقد كفر؛ لأن الخير فيما اختاره الله، إلا أن يُؤوِّل ويريد بالخير الأهون والأسهل. نسأل الله تعالى أن يسهلها علينا في الباطن والظاهر، والأول والآخر بمنّه وكرمه، وجوده وإحسانه، إنه خير مسؤول وأفضل مأمول.
{وَيَعْبُدُونَ}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان قبائح المشركين. {مِنْ دُونِ اللَّهِ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلقان بـ {يعبدون}. {مَا}: اسم موصول في محل النصب مفعول به. {لا}: نافية. {يَنْفَعُهُمْ}: فعل ومفعول به، وفاعله ضمير يعود على {مَا}، والجملة صلة الموصول. {وَلَا يَضُرُّهُمْ}: فعل ومفعول وفاعل مستتر يعود على {مَا}، والجملة معطوفة على جملة {يَنْفَعُهُمْ}. {وَكَانَ الْكَافِرُ}: فعل ناقص واسمه. {عَلَى رَبِّهِ}: متعلق بـ {ظَهِيرًا}. {ظَهِيرًا}: خبر {كَانَ}، وجملة {كَانَ} معطوفة على جملة {يَعْبُدُونَ}.
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ}: {الواو}: استئنافية. {مَا}: نافية. {أَرْسَلْنَاكَ}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة مستأنفة مسوقة لتقرير حال رسوله - صلى الله عليه وسلم -. {إِلَّا}: أداة استثناء مفرغ من أعم الأحوال. {مُبَشِّرًا}: حال من ضمير المفعول. {وَنَذِيرًا}: معطوف عليه، والتقدير: أي: وما أرسلناك في حال من الأحوال إلَّا حال كونك