للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عامر والكسائي وأبو عمرو.

ومعنى الآية: أي (١) قالوا له: أخر البت في أمرهما، ولا تعاجلهما بالعقوبة، حتى تجمع لهما من مدائن مملكتك وأقاليم دولتك كل سحار عليم، ثم تقابلهم به وجهًا لوجه، ويأتون من ضروب السحر ما يستطيعون به التغلب عليه، فتكون قد قابلت الحجة بالحجة، وقرعت الدليل بمثله، ويكون لك النصر والتأييد عليه، وتجتذب قلوب الشعب إليك.

وقد كان هذا من تسخير الله تعالى له؛ ليجتمع الناس في صعيد واحد، وتظهر آيات الله تعالى وحججه للناس في وضح النهار جهرة. روي أن فرعون أراد قتله، فقال له الملأ: لا تفعل فإنك إن قتلته أدخلت على الناس شبهة في أمره، وأشاروا عليه بإنفاذ حاشرين يجمعون له كل سحار عليم ظنًا منهم أنهم إذا كثروا غلبوه على أمره، وتم لفرعون الغلب فأخذ بمشورتهم وأجابهم إلى طلبتهم.

الإعراب

{طسم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (٤)}.

{طسم (١)}: خبر لمبتدأ محذوف إن قلنا: إنه علم للسورة، تقديره: هذه طسَمَ؛ أي: سورة اسمها طسَمَ، والخبر مرفوع بالمبتدأ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الأخير، منع من ظهورها اشتغال المحل بسكون الوقف، والجملة مستأنفة استئنافًا نحويًا لا محل لها من الإعراب، وتقدمت فيه أوجه أخرى في مبحث التفسير فراجعها. {تِلْكَ} مبتدأ. {آيَاتُ الْكِتَابِ}: خبر ومضاف إليه. {الْمُبِينِ}: صفة لـ {الْكِتَابِ}، والجملة مستأنفة استئنافًا بيانيًا. {لَعَلَّكَ}: لعل حرف نصب


(١) المراغي.