ومنها: الإبهام في قوله: {فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ} يعني: قتل القبطي؛ لإفادة التعظيم والتفخيم، فإن في عدم التصريح باسمها الخاص تعظيم تلك الفعلة، فإن قوله:{الَّتِي فَعَلْتَ} يذهب فيها الوهم كل مذهب، ويحتمل الكثير من المعاني، وهو كثير شائع في القرآن الكريم.
ومنها: الجناس الناقص بين {فَعَلْتَ} و: {فَعْلَتَكَ} فقد اتفقت الحروف فيهما، واختلف الشكل، فصار جناسًا غير تام.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} دل على هذا الحذف السياق، تقديره: فأتيا فرعون فقولا له ذلك، فقال لموسى:{أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا}.
ومنها: إفادة التعجيب في قوله: {أَلَا تَسْتَمِعُونَ}، فكأنه قال: استمعوا ما يقول، وتعجبوا منه.
ومنها: التخصيص في قوله: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} بعد التعميم في قوله: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} فإنه استوعب به الخلائق كلها، ثم عاد إلى التخصيص بذكرهم وذكر آبائهم.
ومنها: التأكيد بـ {إن} واللام واسمية الجملة في قوله: {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}؛ لأن السامع متشكك ومتردد.
ومنها: الطباق بين {الْمَشْرِقِ}{وَالْمَغْرِبِ} في قوله: {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ}.
ومنها: لام العهد في قوله: {لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}؛ أي: لأجعلنك من الذين عرفت أحوالهم في سجوني، فإنه كان يطرحهم في هوة عميقة، ويتركهم حتى يموتوا, ولم يقل: لأسجنك للإشارة إلى أن ذلك ديدنه وعادته.
ومنها: الاستغراق والمبالغة في قوله: {بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ}؛ لأن كلمة {كل} تفيد الإحاطة والاستغراق، وكلمتي {سَحَّارٍ عَلِيمٍ} يفيدان المبالغة؛