صفاته، ولفظه تام، والمقصود من الآية آحاد الأزواج، ولو أسقطت {كلًّا}، فقلت: انظروا إلى الأرض كم أنبت الله فيها من الصنف الفلاني .. لكنت مكنيًا عن آحاد ذلك الصنف المشار إليه، فإذا أدخلت كلًّا فقد أديت بذكره آحاد كل صنف، وفائدة الجمع بين {كُلِّ} و {كَمْ} أن {كلًّا} إنما دخلت للإحاطة بأزواج النبات، و {كَمْ} دلت على أن هذا المحاط مفرط بالكثرة، وفي ذلك تنبيه على تمام القدرة وكمالها، وهذا هو مقتضى التتميم الذي تقدمت الإشارة إليه.
ومنها: التوبيخ والإنكار في قوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ}؛ لأن الاستفهام فيه للتوبيخ على تركهم النظر بعين الاعتبار.
ومنها: الاستعارة في قوله: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى}؛ لأن النداء رفع الصوت مأخوذ من الندى؛ وهو الرطوبة، فاستعيرت للصوت من حيث إن من تكثر رطوبة فمه حسن كلامه، ولهذا يوصف الفصيح بكثرة الريق، ذكره في "روح البيان".
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} حيث استعار الاستماع الذي هو طلب السمع بالإصغاء بالأذن للسمع الذي هو مطلق إدراك الحروف والأصوات من غير إصغاء. والمعنى: إنا سامعون لما يجري بينكما وبينه، فأظهركما عليه. مثل حاله تعالى بحال ذي شوكة قد حضر مجادلة قوم يسمع ما يجري بينهم، ليمد الأولياء منهم، ويظهرهم على الأعداء مبالغة في الوعد بالإعانة، وجعل الكلام استعارة تمثيلية؛ لكون وجه الشبه هيئة منتزعة من عدة أمور اهـ "روح".