لم يكن فمال يستره، فإن لم يكن فصاعقة تحرقه وتريح منه العباد والبلاد، كالأرض إذا استولى عليها الشوك فلا بد من نسفها وإحراقها بتسليط النار عليها، حتى تعود بيضاء، فعلى العاقل أن يعتبر ويخاف من عقوبة الله سبحانه، ويترك العادات والشهوات والملاهي والتلفازات، ولا يصر على المخالفات والمنهيات، وقد أهلك الله سبحانه قوم عاد مع شدة قوتهم وشوكتهم بأضعف الأشياء وهو الريح، فإنه إذا أراد يجعل الأضعف أقوى كالبعوضة، ففي الريح ضعف للأولياء، وقوة على الأعداء، ولأن للكمل معرفة تامة بشؤون الله تعالى، لم يزالوا مراقبين خائفين، كما أن الجهلاء ما زالوا غافلين آمنين، ولذا قامت عليهم الطامة في كل زمان - قوّانا الله وإياكم بحقائق اليقين، وجعلنا وإياكم من أهل المراقبة في كل حين -.
{رَبِّ}: منادى مضاف حذف منه حرف النداء، وجملة النداء في محل النصب مقول قال إبراهيم. {هَبْ}: فعل دعاء، وفاعل مستتر يعود على الله. {لِي}: جار ومجرور متعلق به. {حُكْمًا}: مفعول به، والجملة في محل النصب مقول {قَالَ}، على كونها جواب النداء. {وَأَلْحِقْنِي}: فعل دعاء وفاعل مستتر، ونون وقاية ومفعول به {بِالصَّالِحِينَ}: متعلق به، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة {هَبْ لِي}. {وَاجْعَلْ}: فعل دعاء، وفاعل مستتر معطوف على {هَبْ لِي}. {لِي}: جار ومجرور في محل المفعول الثاني لـ {اجعل}. {لِسَانَ صِدْقٍ}: مفعول أول لـ {اجعل}، وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف. {فِي الْآخِرِينَ}: جار ومجرور صفة لـ {لِسَانَ صِدْقٍ}. {وَاجْعَلْنِي}: فعل وفاعل مستتر ونون وقاية، ومفعول به أول معطوف على {هَبْ لِي}. {مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}: جار ومجرور ومضاف إليه، صفة لموصوف محذوف وقع مفعولًا ثانيًا لجعل؛ أي: واجعلني