به، وعكسه غير ممكن؛ لأن العلم صفة الروح، والعمل صفة البدن، وكما أن الروح أشرف من البدن كذلك العلم أفضل من الإصلاح.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ} إذ المراد باللسان الثناء الحسن والقبول العام، وذكر اللسان مجاز علاقته السببية؛ لأنه سبب ذلك الثناء، فهو من إطلاق السبب وإرادة المسبب. وقيل: هو مجاز من إطلاق الجزء على الكل؛ لأن الدعوة باللسان.
ومنها: إضافة الموصوف إلى الصفة في لسان صدق؛ أي: اللسان الصادق، والثناء الحسن، وإضافة المحل إلى الحال فيه في قوله:{مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}؛ أي: الجنة التي هي محل النعيم الدائم.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} حيث استعار الورثة لمستحقي الجنة، شبَّه الجنة التي استحقها العامل بعد فناء عمله بالميراث الذي استحقه الوارث بعد فناء مورثه، فأطلق عليها اسم الميراث، وعلى استحقاقها اسم الوراثة، وعلى العامل اسم الوارث. اهـ "روح".
ومنها: المقابلة البديعة في قوله: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (٩١)} فإنه مقابل قوله في السعداء: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (٩٠)}.
ومنها: إضافة ما للكل إلى الجزء؛ لكونه رئيسه في قوله:{بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} أضاف السلامة إلى القلب؛ لأن الجوارح تابعة للقلب، فتسلم بسلامته، وتفسد بفساده.
ومنها: التعبير بصيغة الماضي عما في المستقبل في قوله: {أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، وفي قوله: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (٩٠)}، وقوله: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (٩١)}، وقوله:{وَقِيلَ لَهُمْ}، وقوله:{فَكُبْكِبُوا فِيهَا}، وقوله: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (٩٦)}؛ للدلالة على تحقق الوقوع وتقرره.
ومنها: التعبير بصيغة المضارع في قوله: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨)} للدلالة على استمرار انتفاء النفع ودوامه حسبما يقتضيه مقام التهويل والتفظيع.