فائدة: فإن قلت (١): لم لا يجوز أن يقال: إن العذاب النازل بعاد وثمود، وقوم لوط وغيرهم .. لم يكن لكفرهم، وعنادهم، بل كان كذلك بسبب اقترانات الكواكب، واتصالاتها على ما اتفق عليه أهل النجوم، ومع قيام هذا الاحتمال لم يحصل الاعتبار بهذه القصص. وأيضًا أن الله تعالى قد ينزل العذاب محنة للمكلفين، وابتلاء لهم، وقد ابتلى المؤمنون بأنواع البليات، فلا يكون نزول العذاب على هؤلاء الأقوام دليلًا على كونهم مبطلين مؤاخذين بذلك؟
قلت: إطراد نزول العذاب على تكذيب الأمم بعد إنذار الرسل به واقتراحهم لهم استهزاء، وعدم مبالاة به يدفع أن يقال: إنه كان بسبب اتصالات فلكية، أو كان ابتلاء لهم، لا مؤاخذة على تكذيبهم؛ لأن الابتلاء لا يطرد.
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١)}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة مستأنفة، ولم ينون {ثَمُودُ}؛ لمنعه من الصرف بالعلمية والتأنيث المعنوي. {إِذْ}: ظرف لما مضى، متعلق بـ {كَذَّبَتْ}. {قَالَ}: فعل ماض. {لَهُمْ}: متعلق به. {أَخُوهُمْ}: فاعل ومضاف إليه، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ {إِذْ}. {صَالِحٌ}: بدل من {أَخُوهُمْ}، أو عطف بيان له. {أَلَا}: أداة عرض. {تَتَّقُونَ}: فعل وفاعل، والجملة في محل النصب مقول {قَالَ}. {إِنِّي}: ناصب واسمه. {لَكُمْ}: حال من {رَسُولٌ}. و {رَسُولٌ}: خبر {إن}. {أَمِينٌ}: صفة {رَسُولٌ}، وجملة {إن}: في محل النصب مقول {قال}. {فَاتَّقُوا اللَّهَ}: {الفاء}: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفتم أني رسول الله، وأردتم بيان ما هو اللازم لكم .. فأقول لكم اتقوا الله. {اتقوا الله}: فعل وفاعل ومفعول،