ومنها: التكرير في هذه القصص السبع، فإنه كرر في أول كل قصة، وفي آخرها ما كرر مما أشرنا إليه؛ لأن في التكرير تقريرًا للمعاني في الأنفس، وترسيخًا لها في الصدور، وربما اشتبه على أكثر الناس بالإطناب مرة وبالتطويل مرة أخرى.
والتكرير ينقسم إلى قسمين:
أحدهما: التكرير في اللفظ والمعنى، كقولك لمن تستدعيه: أسرع أسرع.
والثاني: التكرير في المعنى دون اللفظ، كقولك: أطعني ولا تعص أوامري، فإن الأمر بالطاعة نهي عن المعصية، وعلى كل حال ليس في القرآن مكرر لا فائدة فيه.
ونعود إلى الآيات فنقول: إنما كرر القرآن هذه الآيات في أول كل قصة وآخرها؛ لأن هذه القصص قرعت بها آذان أصابها وقر، وقلوب غلف، فلم يكن بد من مراجعتها بالترديد والتكرير، لعل ذلك يفتح مغالقها، ويجلو ما صدأها من رين.