ومنها: إطلاق ما للبعض على الكل في قوله: {فَعَقَرُوهَا} لرضاهم به واتفاقهم عليه.
ومنها: الإبهام في قوله: {وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} فإن فيه الإبهام بقوله: {مَا خَلَقَ لَكُمْ} وقد أراد به أقبالهن، وفي ذلك مراعاة للحشمة والتصون.
ومنها: العدول عن الجملة الفعلية إلى الصفة في قوله: {لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ}، وقوله:{مِنَ الْقَالِينَ} وكثيرًا ما ورد في القرآن خصوصًا في هذه السورة العدول عن التعبير بالفعل إلى التعبير بالصفة المشتقة، ثم جعل الموصوف بها واحدًا من جمع، كقول فرعون:{لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} وأمثاله كثيرة في القرآن، والسر في ذلك أن التعبير بالفعل إنما يفهم وقوعه خاصة، وأما التعبير بالصفة ثم جعل الموصوف بها واحدًا من جمع، فإنه يفهم أمرًا زائدًا على وقوعه، وهو الصفة المذكورة كالسمة للموصوف ثابتة العلوق به، كأنها لقب، وكأنه من طائفة صارت من هذا النوع المخصوص المشهور ببعض السمات الرديئة.
ومنها: الإطناب في قول: {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (١٨١)}؛ لأن وفاء الكيل هو في نفسه نهي عن الخسران، وفائدته زيادة التحذير من العدوان.
ومنها: توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات مثل {يُفْسِدُونَ}{يُصْلِحُونَ}{الْأَرْذَلُونَ}.
ومنها: التأكيد في قوله: {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}؛ لأن الإفساد نفس العثي، فهي حال مؤكدة لعاملها. فائدتها: إخراج ما ليس من العثي والعدوان بفساد كمقابلة الظالم المعتدي بفعله، وكقتل الخضر الغلام وخرقه السفينة، كما مر في مبحث التفسير.