وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: إطلاق الجمع على المفرد في قوله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١)} للتعظيم؛ لأن المراد بالمرسلين صالح.
ومنها: الاستفهام الإنكاري التوبيخي في قوله: {أَتُتْرَكُونَ}.
ومنها: المجاز العقلي في قوله: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١)}؛ لأن الأمر لا يطاع وإنما هو صاحبه؛ أي: ولا تطيعوا المسرفين في أمرهم.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَلَا تُطِيعُوا}؛ أي: ولا تمتثلوا، حيث شبه الامتثال الذي للأمر على صيغة المصدر بالطاعة التي للأمر على صيغة اسم الفاعل، من حيث إن كلًّا منهما يفضي إلى وجود المأمور به، فأطلق اسم المشبه به؛ وهو الطاعة على المشبه؛ وهو الامتثال، فاشتق من الطاعة بمعنى الامتثال لا تطيعوا بمعنى لا تمتثلوا، على طريقة الاستعارة التصريحية التبعيَّة.
ومنها: الطباق بين {يُفْسِدُونَ} و {يُصْلِحُونَ}.
ومنها: الإرداف في قوله: {وَلَا يُصْلِحُونَ} فقد كان يكفي أن يقول: {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} ولكنه لما كان قوله: {يُفْسِدُونَ} لا ينفي صلاحهم أحيانًا أردفه بقوله: {وَلَا يُصْلِحُونَ}؛ لبيان كمال إفسادهم وإسرافهم فيها.
ومنها: الحصر في قوله: {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا}.
ومنها: التنوين في قوله: {هَذِهِ نَاقَةٌ} للتعظيم والتفخيم.