{عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}؛ أي: كثير الإفك والكذب. قال الراغب: الإفك: كل مصروف عن وجهه الذي يحق أن يكون عليه. {أَثِيمٍ}؛ أي: كثير الإثم، وهو اسم للأفعال المبطئة عن الثواب.
{يُلْقُونَ السَّمْعَ}، أصله: يلقيون السمع، من ألقى الرباعي استثقلت الضمة على الياء، ثم نقلت إلى ما قبلها، فالتقى ساكنان الياء والواو، ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين؛ لأنها جزء كلمة، وحذفها أولى من حذف كلمة مستقلة.
{وَالشُّعَرَاءُ}: جمع شاعر، كعلماء جمع عالم قال: في "المفردات": شعرت: أصبت الشعر، ومنه استعير شعرت كذا؛ أي: علمته في الدقة كإصابة الشعر. قيل: وسمي الشاعر شاعرًا لفطنته ودقة معرفته، فالشعر في الأصل اسم للعلم الدقيق في قولهم ليت شعري، وصار في التعارف اسمًا للموزون المقفى من الكلام على تفاعيل أجزاء العروضيين، والشاعر: المختص بصناعته.
{يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ}: جمع غاو، كقاضون جمع قاض، وهم الضالون المائلون عن السنن القويم. {فِي كُلِّ وَادٍ} قال الراغب: أصل الوادي الموضع الذي يسيل فيه الماء، ومنه سمي المنفرج بين الجبلين واديًا، ويستعار للطريقة كالمذهب والأسلوب، فيقال: فلان في واد غير واديك.
{يَهِيمُونَ}؛ أي: يسيرون سير البهائم حائرين، لا يهتدون إلى شيء، يقال: هام على وجهه من باب باع يهيم هيمًا وهيومًا وهيامًا وهيمانًا وتهيامًا إذا ذهب وهو لا يدري أين يتوجه؛ أي: يذهبون على وجوههم لا يهتدون إلى سبيل معين، بل يتحيرون في أودية القيل والقال، يعني أساليب الكلام من المدح والهجاء والجدل والغزل وغير ذلك من الأنواع؛ أي: في كل نوع من الكلام يغلون. قال في "الوسيط": فالوادي مثل لفنون الكلام، وهيمانهم فيه قولهم على الجهل بما يقولون من لغو وباطل وغلو في مدح أو ذم، اهـ.
{وَانْتَصَرُوا} الانتصار: الانتقام ممن ظلمك .. {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا}: الانحراف عن العدالة، والعدول عن الحق البخاري مجرى النقطة من الدائرة. {أَيَّ مُنْقَلَبٍ} والمنقلب: المرجع؛ وهو مصدر ميمي بمعنى الانقلاب؛