فائدة: والظلمة ثلاثة أقسام: الظالم الأعظم: وهو الذي لا يدخل تحت شريعة الله، وإياه قصد بقوله تعالى:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
والأوسط هو الذي لا يلزم حكم السلطان، والأصغر هو الذي يتعطل عن المكاسب والأعمال، فيأخذ منافع الناس، ولا يعطيهم منفعته.
ومن فضيلة العدالة أن الجور الذي هو ضدها لا يثبت إلا بها، فلو أن لصوصًا تشارطوا فيما بينهم شرطًا فلم يراعوا العدالة فيه، ولم ينتظم أمرهم، فعلى العاقل أن يصيخ إلى الوعيد والتهديد الأكيد، فيرجع عن الظلم والجور، وان كان عادلًا فنعوذ بالله من الحور بعد الكور. والله المعين لكل سألك، والمنجي في المسالك من المهالك. اهـ "روح".
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: التأكيد بمؤكدات ثلاث؛ بإن وباللام واسمية الجملة، في قوله:{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ لأن الكلام مع المتشككين في صحة القرآن، فناسب تأكيده بأنواع من المؤكدات.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {بِلِسَانٍ} ففيه إطلاق آلة الشيء؛ لأن اللسان هنا بمعنى اللغة؛ لأنه آلة التلفظ بها.
ومنها: الاكتفاء في قوله: {لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ}؛ أي: والمبشرين، وهو ذكر أحد المتقابلين وحذف الآخر لدلالة المذكور على المحذوف، واختير ذكر الإنذار وحذف مقابله دون العكس؛ لأن باب التخلية بالخاء المعجمة مقدم على باب التحلية بالحاء المهملة.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (١٩٦)}؛ أي: وإن