ذات الصانع وصفاته صريحًا، أو التزامًا، والنهي عن الترفع الذي هو أم الرذائل، والأمر بالإِسلام الجامع لأمهات الفضائل، وليس الأمر فيه بالانقياد قبل إقامة الحجة على رسالته، حتى يكون استدعاء للتقليد، فإن إلقاء الكاتب إليها على تلك الحالة من أعظم الأدلة.
وروي (١): أنه لم يكتب أحد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قبل سليمان عليه السلام، والظاهر أن الكاتب هو ما نص الله عليه فقط، واحتمل أن يكون مكتوبًا بالعربي؛ إذ الملوك يكون عندهم من يترجم بعدة ألسن، فكتب بالخط العربي، واللفظ العربي؛ لأنها كانت عربية من نسل تبع بن شراحيل الحميري، واحتمل أن يكون باللسان الذي كان سليمان يتكلم به، وكان عندها من يترجم لها؛ إذ كانت هي عارفة بذلك اللسان.
ونص هذا الكتاب مع وَجازَيه يدل على أمور:
١ - إنه مشتمل على إثبات الإله ووحدانيته وقدرته، وكونه رحمانًا رحيمًا.
٢ - نهيهم عن اتباع أهوائهم، ووجوب اتباعهم للحق.
٣ - أمرهم بالمجيء إليه منقادين خاضعين. وبهذا يكون الكتاب قد جمع كل ما لا بد منه في الدين والدنيا.
{طس} قد تقدم إعراب هذه الكلمة، وتقدم لنا أن القول الأسلم في معنى هذه الكلمة تفويض علمها إلى الله سبحانه، وعلى هذا القول ليس لهذه الكلمة محل من الإعراب؛ لأن الإعراب فرع عن إدراك المعنى {تِلْكَ}: مبتدأ. {آيَاتُ}