قوله تعالى:{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما قص (١) على رسوله - صلى الله عليه وسلم - قصص أولئك الأنبياء السالفين، وذكر أخبارهم الدالة على كمال قدرته، وعظيم شأنه، وعلى ما خصهم به من المعجزات الباهرة الناطقة بجلال أقدارهم، وصدق أخبارهم، وفيها بيان صحة الإِسلام والتوحيد، وبطلان الشرك والكفر، وأن من اقتدى بهم فقد اهتدى، ومن أعرض عنهم فقد تردى في مهاوي الردى، ثم شرح صدره - صلى الله عليه وسلم - بما في تضاعيف تلك القصص من العلوم الإلهية، والمعارف الربانية الفائضة من عالم القدس، مقررًا بذلك قوله: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦)} .. أردف هذا بأمره - صلى الله عليه وسلم - بأن يحمده تعالى على تلك النعم، ويسلم على الأنبياء كافة عرفانًا لفضلهم، وأداء لحق تقدمهم واجتهادهم في الدين، وتبليغ رسالات ربهم على أكمل الوجوه وأمثل السبل، ثم ذكر الأدلة على تفرده بالخلق والتقدير، ووجوب عبادته وحده، وأنه لا ينبغي عبادة شيء سواه من الأصنام والأوثان.