للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عاطفة، {تَعْرِفُونَهَا}: فعل وفاعل ومفعول به، معطوف على {سَيُرِيكُمْ}، {وَمَا رَبُّكَ} {الواو}: عاطفة، {ما}: حجازية، {رَبُّكَ}: اسمها، {بِغَافِلٍ} خبرها. و {الباء}: زائدة، والجملة مستأنفة مسوقة من جهته تعالى، مقررة لما قبلها، {عَمَّا}: جار ومجرور متعلق بـ {غافل}، وجملة {تَعْمَلُونَ} صلة {ما} الموصولة، والعائد محذوف، تقديره: عما تعملونه.

التصريف ومفردات اللغة

{وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ} والصم جمع الأصم، كالغُرِّ جمع الأغرّ، والصمم فُقدان حاسة السمع، كما مر، وشُبِّه به مَنْ لا يُصْغي إلى الحق ولا يقبله كما شُبّه هاهنا، والدعاء: الدعوة إلى أمر من الأمور.

{إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} يقال: ولَّى عن الشيء إذا أعرض عنه، وترك قربه، ويقال: أدبر إذا أعرض، وولى دبره، {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ} والعمي جمع الأعمى، والعمى: افتقاد حاسة البصر، فشبه سبحانه من افتقد البصيرة بمن افتقد البصر، في عدم الاهتداء إلى المقصود، والمعنى: ما أنت بمرشد من أعماه الله سبحانه عن الهدى، وأعمى قلبه عن الإيمان اهـ. "سمين".

{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} وقع حدث وحصل، والمراد من القول ما دل من الآيات على مجيء الساعة، {تُكَلِّمُهُمْ}؛ أي: تنبئهم وتخبرهم، {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا} والحشر: الجمع، والمراد به هنا هو الحشر للعذاب، بعد الحشر الكلي الشامل لكافة الخلق، والأمة: جماعة أرسل إليهم رسول كما في "القاموس"، والفوج: الجماعة من الناس كالزمرة كما في "الوسيط"، والجماعة المارة المسرعة كما في "المفردات"، وكان هذا هو الأصل، ثم أطلق وإن لم يكن مرور ولا إسراع، والجمع أفواج وفؤوج، وجمع الجمع أفاوج وأفايج وأفاويج، والفائجة الجماعة، ومتَّسع ما بين كل مرتفعين من رمل.

{فَهُمْ يُوزَعُونَ}؛ أي: يُحبس أولهم على آخرهم حتى يتلاحقوا ويجتمعوا في موقف التوبيخ والمناقشة، {وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا}؛ أي: ولم تدركوا حقيقة