{مِنْ نَبَإِ مُوسَى} والنبأ الخبر العجيب العظيم الشأن.
{عَلَا}؛ أي: تجبر واستكبر، {شِيَعًا}؛ أي: فرقًا يستخدم كل صنف في عمل من بناء وحفر وحرث، إلى نحو ذلك من الأعمال الشاقة، وهو جمع شيعة بالكسر، وهو مَنْ يتقوَّى بهم الإنسان، وينتشرون عنه, لأن الشياع الانتشار والتقوية، يقال: شاع الحديث؛ أي: كثر وقوي. وشاع القوم انتشروا وكثروا.
وفي "القاموس": و"التاج": وغيرهما من كتب اللغة: شيعة الرجل أتباعه وأنصاره، والجمع شيع وأشياع، والشيعة الفرقة، وتقع على الواحد والاثنين، والجمع مذكرًا ومؤنثًا، وقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى عليًا وأهل بيته، حتى صار لهم اسمًا خاصًا، والواحد شيعي. وقال الزمخشري:{شِيَعًا} فرقًا يشيعونه على ما يريد ويطيعونه، لا يملك أحد منهم أن يلوي عنقه. قال في "كشف الأسرار": كان القبط إحدى الشيع، وهم شيعة الكرامة.
{يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ} والاستضعاف جعلهم ضعفاء مقهورين، والطائفة هنا هم بنو إسرائيل، {يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ} وأصل الذبح شق حلق الحيوان، والتشديد هنا للتكثير، والمعنى: يقتل بعضهم إثر بعض، حتى قتل تسعين ألفًا من أبناء بني إسرائيل صغارًا.
{وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ} والاستحياء الاستبقاء؛ أي: يتركهن أحياء للخدمة لقول بعض الكهنة له: إن مولودًا يُولد في بني إسرائيل يكون سبب زوال ملكك، {وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً} جمع إمام، وهو من يقتدى به في الدين، أو في الدنيا، {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} يقال: مكَّن له إذا جعل له مكانًا موطَّأ ممهدًا يجلس عليه، والمراد هنا نسلطهم على أرض مصر والشام، يتصرفون فيهما كيف يشاؤون. اهـ "أبو السعود".
{وَهَامَانَ} وزير فرعون المذكور هنا، وهامان عدو اليهود، وزير إحشو يروش الفارسي، ذُكر في سفر استير من كتب العهد القديم، {مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} والحذر الاحتراز عن مخيف كما في "المفردات"؛ أي: ما كانوا