يتوقعونه من ذهاب ملكهم، وهلاكهم على يد مولود من بني إسرائيل.
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى} وأصل الوحي الإشارة السريعة، ويقع على كل تنبيه خفي، والإيحاء إعلام في خفاء، قال الإِمام الراغب: يقال: للكلمة الإلهية التي تُلْقى إلى أنبيائه وحي، وذلك:
١ - إما برسول مشاهد يرى ذاته ويسمع كلامه، كتبليغ جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة معينة.
٢ - وإما بسماع كلام من غير معاينة كسماع موسى عليه السلام كلام الله تعالى.
٣ - وإما بإلقاء في الروع، كما ذكر - صلى الله عليه وسلم -: "إن روح القدس نفث في روعي".
٥ - وإما بتسخير نحو قوله تعالى:{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}.
٦ - وإما بالمنام كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "انقطع الوحي وبقيت المبشرات رؤيا المؤمن" انتهى بإجمال، فالمراد هنا وحي الإلهام، كما ذكره الراغب، فجملة أقسام الوحي ستة. فافهم.
{فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ}؛ أي: في بحر النيل، {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي} والفرق بين الخوف والحزن: أن الخوف غم يلحق الإنسان بسبب توقع مكروه يحدث في المستقبل، والحزن - بفتحتين وبضم فسكون - كالرَّشَدِ والرُّشْدِ، والسَّقَمِ والسُّقْمِ، غم يلحق الإنسان بسبب مكروه قد حصل.
{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ} والالتقاط إصابة الشيء وأخذه فجأة، من غير طلب له، ومنه اللقطة، وهو مال بلا حافظ، ثم يُعرف مالكه، واللقيط هو طفل لم يعرف نسبه، يطرح في الطريق أو غيره، خوفًا من الفقر أو الزنى، ويجب أخذه