أعينهم من الدمع، ثم استجابوا لله، وآمنوا به وصدقوه، وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره، فلما قاموا عنه اعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش، فقالوا لهم: خيبكم الله من ركب، بعثكم من ورائكم من أهل دينكم ترتادون لهم، لتأتوهم بخبر الرجل، فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم، وصدقتموه فيما قال، ما رأينا ركبًا أحمق منكم، فقالوا لهم: سلام عليكم لا نجاهلكم لنا ما نحن عليه، ولكم ما أنتم عليه.
واعلم: أن اللغو عند أهل المعرفة كل ما يشغلك عن العبادة وذكر الحق، وكل كلام بغير خطاب الحال والواقعة، وطلب ما سوى الله سبحانه وتعالى.
{قَالَ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على الله، والجملة مستأنفة، {سَنَشُدّ}{السين}: حرف استقبال لتأكيد معنى الفعل، {نشد}: فعل وفاعل مستتر، {عَضُدَكَ}: مفعول به، {بِأَخِيكَ} متعلق بـ {نشد}، والجملة الفعلية في محل النصب مقول {قَالَ}. {وَنَجْعَلُ} فعل مضارع، وفاعل مستتر معطوف على {نشد}، {لَكُمَا} جار ومجرور في محل المفعول الثاني لـ {جعل}، {سُلْطَانًا}: مفعول أول له، {فَلَا}{الفاء}: عاطفة، {لا}: نافية، {يَصِلُونَ}: فعل وفاعل معطوت على {نجعل}، {إِلَيْكُمَا}: جار ومجرور متعلق بـ {يَصِلُونَ}، {بِآيَاتِنَا}: إما متعلق بـ {نجعل}، أو بـ {يَصِلُونَ}، أو بمحذوف، تقديره: اذهبا، أو بسلطاننا؛ أي: نسلطكما بآياتنا، أو بمحذوف حال، أو من لغو القسم، ولا أرى موجبًا لترجيح بعضهم على بعض. فاختر منها ما ترى ترجيحه. {أَنْتُمَا}: مبتدأ، {وَمَنِ}: اسم موصول في محل الرفع معطوف على {أَنْتُمَا}، {اتَّبَعَكُمَا}: فعل وفاعل مستتر، ومفعول به صلة {مَن} الموصولة، {الْغَالِبُونَ}: خبر {أَنْتُمَا} وما عطف عليه، والجملة الاسمية في محل النصب مقول {قَالَ}.