ومنها: الجناس المغاير بين {يَهْدِي} و {بِالْمُهْتَدِينَ}.
ومنها: المجاز العقلي في قوله: {حَرَمًا آمِنًا} حيث نسب الأمن إلى الحرم، وهو لأهله، ومثله:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا} لأن المراد أهلها، بدليل قوله فيما بعد:{فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا}.
ومنها: الكناية في قوله: {ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} لأن الكلية كناية عن الكثرة كقوله: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}.
ومنها: أسلوب السخرية والتهكم في قوله: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}.
ومنها: التشبيه المرسل في قوله: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا}.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} قال الشهاب: استعير العمى لعدم الاهتداء، بجامع عدم الوصول إلى المقصود في كل، ثم اشتق من العمى بمعنى عدم الاهتداء، عميت عليهم الأنباء بمعنى لا تهتدي إليهم الأنباء، على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية، وقيل: إنه من باب القلب، وأصله فعموا عن الأنباء، والقلب من محسنات الكلام، وفيه أيضًا التضمين؛ لأنه ضمن العمى معنى الخفاء فعداه بعلى، ففيه ثلاثة أنواع من البلاغة: الاستعارة - والقلب - والتضمين.
ومنها: الطباق بين {تُكِنُّ} و {يُعْلِنُونَ}، وبين {الْأُولَى} و {وَالْآخِرَةِ} وهو من المحسنات البديعية.
ومنها: الإدماج في قوله: {لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ} وحد الإدماج أن يدمج المتكلم، إما غرضًا في غرض، أو بديعًا في بديع، بحيث لا يظهر في الكلام إلا أحد الغرضين، أو أحد البديعين، والآخر مدج في الغرض الذي هو وجود في الكلام، فإن هذه الآية أدمجت فيها المبالغة في المطابقة؛ لأن انفراده سبحانه بالحمد في الآخرة - وهي الوقت الذي لا يحمد فيه سواه - مبالغة في وصف ذاته بالانفراد والحمد، وهذه وإن خرج الكلام فيها مخرج المبالغة في