للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العلم بالدين {ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ} أعقب ذلك بذكر محل هذا الجزاء - وهو الدار الآخرة - وجعله لعباده المؤمنين المتواضعين، الذين لا يترفعون على الناس، ولا يتجبرون عليهم، ولا يفسدون فيهم بأخذ أموالهم بغير حق، ثم بيَّن بعدئذٍ ما يحدث في هذه الدار جزاء على الأعمال في الدنيا .. فذكر أن جزاء الحسنة عشرة أضعافها إلى سبع مئة ضعف إلى ما لا يحيط به إلا علَّام الغيوب، فضلًا من الله ورحمة، وجزاء السيئة مثلها لطفًا منه بعباده وشفقة عليهم.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر (١) قصص موسى وقومه مع قارون، وبيَّن بغي قارون واستطالته عليهم، ثم هلاكه ونصرة أهل الحق عليه .. أردف هذا قصص محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مع قومه وإيذائم إياه، وإخراجهم له من مسقط رأسه، ثم إعزازه إياه بالإعادة إلى مكة وفتحه إياها منصورًا ظافرًا.

قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه لما حكم بأن العاقبة للمتقين .. أكد ذلك بوعد المحسنين، ووعيد المسيئين، ثم وعده بالعاقبة الحسنى في الدارين. ذكره في "الفتوحات".

أسباب النزول

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ...} الآية (٢)، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه ابن أبي حاتم عن الضحاك، قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة، فأنزل الله سبحانه: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ...}.


(١) المراغي.
(٢) لباب النقول.