أصله: مَصْيِر بوزن مَفْعِل بكسر العين، نقلت حركة الياء إلى الصاد، فسكنت الياء إثر كسرة فصارت حرف مدّ، والله أعلم.
البلاغة
وقد تضمَّنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنوعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الجملة الاعتراضية في قوله: {سُبْحَانَهُ}، لغرض بيان بطلان دعوى الظالمين الذين زعموا أن لله ولدًا.
ومنها: تغليب العقلاء على غيرهم في قوله: {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}؛ لأنَّ غيرهم لا يجمع هذا الجمع؛ لأن التغليب من المحسنات البديعيَّة.
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {كُنْ فَيَكُونُ} بأن شبِّهت الحال التي تتصوَّر من تعلق إرادته تعالى بشيء من المكوَّنات، وسرعة إيجاده إياه بحالة أمر الآمر النافذ تصرُّفه في المطيع، لا يتوقَّف في الامتثال، فأطلق على هذه الحالة ما كان يستعمل في تلك، من غير أن يكون هناك أمر ولا قولٌ.
ومنها: التعبير عن الكافرين والمكذبين بكلمة أصحاب الجحيم في قوله: {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}؛ إيذانًا بأنَّ أولئك المعاندِيْنَ من المطبوع على قلوبهم، فلا يرجى منهم الرجوع عن الكفر والضلال، إلى الإيمان والإذعان.
ومنها: إيراد الهدى معرَّفًا باللام، مع اقترانه بضمير الفصل في قوله:{قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى}؛ لإفادة القصر؛ أي: قصر الهداية على دين الله، فهو من باب قصر الصفة على الموصوف، فالإِسلام هو الهدى كلُّه، وما عداه فهو هوًى وعمًى.
ومنها: التكرير في قوله: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ...} إلخ. حيث كرَّره في أوّل السورة وهنا؛ لإفادة التوكيد، وتذكيرًا للنعم.
ومنها: التعرض بعنوان الربوبية في قوله: {إذ ابتلى إبراهيم ربُّه}؛ إيذانًا بأنّ ذلك الابتلاء تربيةٌ له، وترشيحٌ لأمرٍ خطيرٍ، إذ المعنى: عامله معاملة